هل صح الحديث في أن أربعة من الأنبياء من العرب؟

الحمد لله.

هذه النص ورد في رواية لحديث أبي ذر رضي الله عنه، رواها ابن حبان "الإحسان" (2 / 76)، والآجري في "الأربعين" (ص195 — 196)، وأبو نعيم في "الحلية" (1 / 166 - 167): عن إِبْرَاهِيم بْن هِشَامِ بن يحيى بن يحيى بن الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: ( دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَحْدَهُ، قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ! إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً، وَإِنَّ تَحِيَّتَهُ رَكْعَتَانِ، فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا!

قَالَ فَقُمْتُ فَرَكَعْتُهُمَا، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ …

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَمِ الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: ثَلَاثُ مِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ كَانَ أَوَّلُهُمْ؟ قَالَ: آدَمُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ. قَالَ: نَعَمْ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَكَلَّمَهُ قِبَلًا. ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ! أَرْبَعَةٌ سُرْيَانِيُّونَ: آدَمُ، وَشِيثُ، وَأَخْنُوخُ وَهُوَ إِدْرِيسُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ، وَنُوحٌ. وَأَرْبَعَةٌ ‌مِنَ ‌الْعَرَبِ: هُودٌ، وَشُعَيْبٌ، وَصَالِحٌ، وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم … ).

وهذا الإسناد مداره على إِبْرَاهِيم بْن هِشَامِ بن يحيى بن يحيى بن الْغَسَّانِيُّ، وهو ضعيف متروك الحديث، بل متهم.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني:

… وهو صاحب حديث أبي ذر الطويل، انفرد به عن أبيه عن جده. قال الطبراني: لم يرو هذا عن يحيى إلا ولده، وهم ثقات.

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج حديثه في "الأنواع".

وأما ابن أبي حاتم فقال: قلت لأبي: لم لا تحدث عن إبراهيم بن هشام الغساني؟ فقال: … فأظنه لم يطلب العلم. وهو كذاب. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: فذكرت بعض هذا لعلي بن الحسين بن الجنيد، فقال: صدق أبو حاتم، ينبغي ألا يحدث عنه.

وقال ابن الجوزي: قال أبو زرعة: كذاب " انتهى. "ميزان الاعتدال" (1 / 104 — 105).

وقال الذهبي أيضا:

" إبراهيم بن هشام: أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان فلم يصب " انتهى. "ميزان الاعتدال" (5 / 118).

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" وقد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم بن حبان البستي في كتابه "الأنواع والتقاسيم"، وقد وسمه بالصحة، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي، فذكر هذا الحديث في كتابه "الموضوعات" واتهم به إبراهيم بن هشام هذا، ولا شكَّ أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث، واللّه أعلم " انتهى. "تفسير ابن كثير" (3 / 275).

الخلاصة:

هذا الخبر لا يصح إسناده، لشدة ضعف راويه.

والله أعلم.