هل صح حديث: ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ومَلائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلاةً )؟

15-05-2025

السؤال 552399

وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ومَلائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلاةً)، هل الحديث صحيح؟

ملخص الجواب:

الحديث بلفظ ( سَبْعِينَ صَلاةً) لا يصح، والصحيح هو بلفظ: ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا).

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (11 / 178)، (11 / 366): عن ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُرَيْحٍ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: ( مَنْ صَلَّى عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ، وَمَلَائِكَتُهُ ‌سَبْعِينَ ‌صَلَاةً، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ ).

وقد حسّن إسناده بعض أهل العلم:

قال الهيثمي رحمه الله تعالى:

" رواه أحمد، وإسناده حسن " انتهى. "مجمع الزوائد" (10 / 160).

وكذلك قال البوصيري رحمه الله تعالى، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6 / 496).

لكن مدار إسناده على ابن لهيعة فقد تفرّد به، وقد ضُعِّف، بسبب سوء الحفظ.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

"عبد الله بن ‌لهيعة أبو عبد الرحمن الحضرمي الفقيه قاضي مصر: ... ضُعِّف.

وقال أبو داود: سمعت أحمد، يقول: من كان مثل ابن ‌لهيعة بمصر في كثرة حديثه وإتقانه وضبطه؟

قلت [القائل: هو الذهبي]: العمل على تضعيف حديثه " انتهى. "الكاشف" (1 / 590).

ولذا ضعّف هذا الإسناد محققو المسند، حيث قالوا: " إسناده ضعيف، ابن لهيعة سييء الحفظ … " انتهى.

والصحيح أنه ورد الثواب بلفظ: ( صَلَّى ‌اللهُ ‌عَلَيْهِ ‌عَشْرًا ).

كما عند الإمام مسلم (384): عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ ).

وكما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، ‌صَلَّى ‌اللهُ ‌عَلَيْهِ ‌عَشْرًا ) رواه مسلم (408).

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" وإن من تخاليط ابن لهيعة: قوله في هذا الحديث: ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ ‌سَبْعِينَ ‌صَلَاةً )!

فإن المحفوظ في سائر الأحاديث: ( صَلَّى ‌اللهُ ‌عَلَيْهِ بها عَشْرًا )، وهو بهذا العدد يكاد يكون متواترا، فقد جاء من حديث: أبي هريرة، وأنس بن مالك، وعمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن عوف، وعمار بن ياسر، وعمير البدري، وعبد الله بن عمرو أيضا، ويعقوب بن زيد التيمي مرسلا. وغيرهم.

وهي مخرجة في كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فانظرها - مثلا - في "جلاءالأفهام" لابن القيم ... " انتهى. "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (14 / 300).

والله أعلم.

الأحاديث الضعيفة فضائل الأعمال
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب