قرأت مؤخّرا حديث: (مَنْ دَخَلَ السُّوقَ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ)، وقرأت في مكان آخر إذا قرأ أحد الدعاء المذكور أعلاه بعد الفجر عشر مرّات سيُرفع عشر درجات في الجنّة، فأيهما أصحّ؟ وهل في الجنّة مليون درجة؟
حديث دعاء دخول السوق الذي جاء فيه: (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة.) مختلف في صحته، والراجح أنه ضعيف لا يصح.
الحمد لله.
حديث: مَنْ دَخَلَ السُّوقَ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ رواه الترمذي (3428) وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
وهو حديث مختلف في صحته، والراجح أنه ضعيف لا يصح ؛ وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم: (223533).
جاء عنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الفَجْرِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ يَوْمَهُ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحُرِسَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ إِلَّا الشِّرْكَ بِاللَّهِ . أخرجه الترمذي في "سننه" (3474) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ. وأخرجه أحمد في "المسند" مرسلا (17990)، وأخرجه غيرهما.
ومدار إسناد روايات هذا الحديث على شهر بن حوشب، وأهل التحقيق ممن سبر أحاديث شهر، يرون أنه يكثر الوهم والخطأ في حديثه، فلذا لا يبلغ أن يعتدّ بأحاديثه التي يتفرد بروايتها، ولم يشاركه فيها غيره.
قال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالقوى عندهم".
وقال ابن عدى: "وعامة ما يرويه شهر وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه، وشهر ليس بالقوى في الحديث، و هو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به".
وقال البيهقي: "ضعيف". وقال ابن حزم: "ساقط ". وينظر: "تهذيب التهذيب" (4/371).
وقال ابن رجب: " شهر بن حوشب، مختلف فيه، وهو كثير الاضطراب، وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث. وقد روي نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أخر، كلها ضعيفة " انتهى من "فتح الباري" لابن رجب (5 /260).
وضعف هذا الحديث الألباني في "ضعيف الترمذي" (3474)، إلا أنه تراجع عن تضعيفه وحسنه لغيره كما في "صحيح الترغيب" (474) و"السلسلة الصحيحة" (114).
عدد درجات الجنة
أما عدد درجات الجنة فقد سبق الكلام عنها في في جواب السؤال رقم: (309602) وبينا أن الأظهر في عدد درجات الجنة: إما أنها لا تنحصر في عدد معين، أو أنها على عدد آيات القرآن.
ننصحك بالرجوع إلى الأجوبة التالية لمزيد الفائدة: (134621، 98607).
والله أعلم.