شروط سجود الشكر

13-11-2009

السؤال 140804

هل سجود الشكر تتوفر فيه شروط، مثلاً: الحجاب، الوضوء؟

ملخص الجواب:

الصحيح أنه لا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة، من الطهارة وستر العورة – ومنه الحجاب للمرأة -، واستقبال القبلة، وغيرها. وهذا قول كثير من السلف، واختاره بعض المالكية، وكثير من المحققين، كابن جرير الطبري وابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشوكاني والصنعاني ورجحه كثير من المعاصرين ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين – رحمهم الله - وغيرهم.

الجواب

الحمد لله.

نوجز الكلام على "سجود الشكر" في النقاط التالية:

فضل سجود الشكر وأهميته

مشروعية سجود الشكر والخلاف فيها

متى يشرع سجود الشكر؟

قال الإمام الشوكاني - رحمه الله -:

فإن قلتَ: نعَمُ الله على عباده لا تزال واردة عليه في كل لحظة؟ قلت: المراد النعَم المتجددة التي يمكن وصولها ويمكن عدم وصولها، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد إلا عند تجدد تلك النعم مع استمرار نعم الله سبحانه وتعالى عليه وتجددها في كل وقت. " السيل الجرار " (1/175).

هل يشترط لسجود الشكر الطهارة واستقبال القبلة؟

وهذا قول كثير من السلف، واختاره بعض المالكية، وكثير من المحققين، كابن جرير الطبري، وابن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، والصنعاني، ورجحه كثير من مشايخنا، ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين – رحمهم الله -، وغيرهم.

خلافاً لمن اشترط لسجود الشكر ما يشترط للنافلة، وهو مذهب الشافعية، وقال به أكثر الحنابلة، وبعض الحنفية، وبعض المالكية.

ومما استدل به أصحاب القول الأول:

قال علماء اللجنة الدائمة:

الصحيح: أن سجود الشكر وسجود التلاوة لتالٍ أو مستمع: لا تشترط لهما الطهارة؛ لأنهما ليسا في حكم الصلاة. (الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن قعود-  فتاوى اللجنة الدائمة، 7/263).

صفة سجود الشكر

وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أنه لا يشرع في هذا السجود تشهد أو سلام، بل هو بدعة، لا يجوز فعله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:

وأما سجود التلاوة والشكر: فلم يَنقل أحدٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه أن فيه تسليماً، ولا أنهم كانوا يسلمون منه، ولهذا كان أحمد بن حنبل، وغيره من العلماء: لا يعرفون فيه التسليم، وأحمد في إحدى الروايتين عنه لا يسلِّم فيه؛ لعدم ورود الأثر بذلك، وفي الرواية الأخرى يسلِّم واحدة، أو اثنتين، ولم يثبت ذلك بنصٍّ، بل بالقياس، وكذلك من رأى فيه تسليماً من الفقهاء ليس معه نصٌّ، بل القياس أو قول بعض التابعين. " مجموع الفتاوى " (21 / 277).

وقال – رحمه الله – عن سجود التلاوة والشكر -:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمِّ ذلك صلاة، ولم يشرع لها الاصطفاف، وتقدم الإمام، كما يشرع في صلاة الجنازة، وسجدتي السهو بعد السلام، وسائر الصلوات، ولا سنَّ فيها النبي صلى الله عليه وسلم سلاماً، لم يُروَ ذلك عنه، لا بإسنادٍ صحيح ولا ضعيف، بل هو بدعة، ولا جعل لها تكبير افتتاح. " مجموع الفتاوى " (23 / 171).

ما يقال في سجود الشكر

قال الشوكاني - رحمه الله -:

فإن قلت: لم يرِد في الأحاديث ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم في سجود الشكر، فماذا يقول الساجد للشكر؟ قلت: ينبغي أن يستكثر من شكر الله عز وجل؛ لأن السجود سجود شكر. " السيل الجرار " (1 / 286).

حكم سجود الشكر أثناء الصلاة

وقال بعض الحنابلة: إنه يستحب سجود الشكر في هذه الحالة، قياساً على سجود التلاوة.

ويمكن أن يناقش دليلهم: بأن ما ذكروه من القياس غير صحيح؛ لأنه قياس مع الفارق، فإن سجود التلاوة سببه من أفعال الصلاة، وهو القراءة، أما سجود الشكر: فسببه من خارج الصلاة.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:

مَن سَجَدَ سَجْدةَ الشُّكر عالماً بالحُكم، ذاكِراً له: فإنَّ صلاتَه تبطُلُ....

وما ذكرَه المؤلِّفُ صحيحٌ؛ أي: أنَّ الصَّلاة تبطلُ بسُجودِ الشُّكرِ؛ لأنَّه لا علاقة له بالصَّلاة، بخلافِ سُجودِ التِّلاوة؛ لأن سُجودَ التِّلاوةِ لأمرٍ يتعلَّق بالصَّلاة، وهو القِراءة. " الشرح الممتع على زاد المستقنع " (4 / 107، 108).

وإذا بُشِّر الإنسان بما يسرُّه، أو حصلت له نعمة ولم يسجد، ولم يأت له عذر في ترك السجود عند حصول سببه: فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يشرع له قضاء هذا السجود بعد ذلك؛ وذلك لأنه غير معذور في تأخير السجود. انظر " حاشية قليوبي " (1 / 209).

انتهى ملخَّصاً مرتَّباً – بزيادة يسيرة - من بحث بعنوان " سجود الشكر وأحكامه في الفقه الإسلامي "، إعداد: الدكتور: عبد الله بن عبد العزيز الجبرين غفر الله تعالى نشره في " مجلة البحوث الإسلامية " (36 / 267 – 309).

لفهم أوسع يرجى قراءة الأجوبة التالية:  (483052، 235969، 175854، 5110، 21888).

والله أعلم.

سجود التلاوة والشكر
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب